عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأهرام الكبيرة تعود

الأهرام الكبيرة تعود

بقلم : عبدالجواد أبوكب
قبل شهور لم تكن المؤسسة الأهم والأعرق في الوطن العربي والمنطقة علي حالها، وبدا أن أوضاعها لن تتحسن أبدا في ظل القيادة السابقة بل كان التدهور عنوانا للمرحلة ومع كل سقوط جديد نتيجة قرار خاطيء أو تصرف متهور من قبل رئيس مجلس الادارة السابق أحمد النجار كانت الأهرام ترجع ألف خطوة للخلف، وتفقد مع كل طلعة شمس جزءا كبيرا من هيبتها وتماسكها وقوتها، وكانت كل الارهاصات تؤكد أن المؤسسة علي وشك الانفجار من الداخل حتي جاءت لحظة إستقالة النجار التي بمثابة قبلة حياة للمؤسسة التي تمرض لكنها لا تموت أبدا.
ورغم صعوبة الوضع الذي زاد منه ذلك الحوار الأسوأ في المهنة والذي مسح به "النجار" آخر سطر له في المؤسسة العريقة بعدما قال عنها ما لا يليق بها ولا بأبنائها في محاولة لتحسين صورته، إلا أن المتابع لسير الأمور الآن سيدرك مدي تحسن الوضع الذي كان مأساويا للغاية علي جميع الأصعدة.
 
وأياً كان موقفكم من رئيس مجلس الادارة الحالي الكاتب الصحفي الكبير عبدالمحسن سلامة ، دعونا نرصد وبحياد شديد وإنتماء للمهنة التي تمثل لها الأهرام ووكالة أنباء الشرق الأوسط فيها مقدمة قاطرة، ويعني تصحيح الأوضاع فيهما عودة دولة الصحافة إلي وضعها وهيبتها ومكانتها التي تليق لتلعب دورها كاملا في خدمة الوطن وأمنه القومي ومسيرة التنمية فيه.
 
وهناك ملامح أساسية تؤكد أن الأهرام الكبيرة عرفت طريق العودة، وأن مسيرة تصحيح بدأت لإصلاح كل الأوضاع بما يضمن عودة الريادة عربيا واقليميا لمكانها الصحيح، وأول هذه الملامح هو عودة مفهوم الأسرة الواحدة لأبناء الأهرام وبدا مصطلح"الأهراميين"يعود من جديد في أجواء جديدة غابت فترة عن الدار رغم أنها الأساس لنجاح أي تجربة وخاصة في الصحافة والاعلام، وفي تلك الأجواء الأسرية التي مثلها علي سبيل الذكر، مشهد تسليم وتسلم قيادة التحرير في الأهرام ويكلي في أجواء محبة واحترام كبيرين.
 
وثانيا، نجح عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الادارة في أن يعيد المكانة الكبيرة داخليا للأهرام بعدما تحولت مرة أخري إلي بيت المؤسسات الصحفية ومن إفطار القيادات في رمضان إلي إجتماع الهيئة الوطنية للصحافة فيها وما بينهما من فعاليات وإجتماعات متنوعة تتعلق بالمهنة والوطن وضحت الصورة في الاطار وعادت الأهرام.
 
وثالثا، بدأ عبد المحسن سلامة تنفيذ خطة لإعادة الأهرام كبيرة كما كانت في الوطن العربي مهنة وتأثيرا، فبدأ سلسلة من اللقاءات العربية منتهزا كل مناسبة ممكنة ليعيد فك شفرة الخلافات التي تركها سلفه مع دول محورية العلاقة مع مصر فتحسنت العلاقة، ووضع رئيس مجلس الادارة خطة مرحلية لتفعيل دور المكاتب الخارجية التي كانت ذراعاً إعلاميا مهما للوطن بالخارج، وإمتد التطوير في هذا الجانب لمحطات أخري كان آخرها برتوكول التعاون الذي وقعته الأهرام مع مؤسسة "القرية الإليكترونية" بالإمارات العربية المتحدة في تعاون يشمل النشر الصحفي والإليكتروني ومجالات أخري.
 
رابعا، بدأت مطبوعات الأهرام تشهد مرحلة تطوير بدأت بإعادة ترتيب البيت من الداخل وضخ دماء جديدة في المواقع القيادية بالإضافة إلي الكوادر القديمة وكذلك الاستفادة من كل الطاقات الموجودة داخل الدار العريقة والتي تمتلك قدرة علي العطاء والابداع.
 
خامسا، بدأ عبدالمحسن سلامة يهتم بالقطاع الالكتروني ويضع خطة لتطويره لاسيما وأن الأهرام هي صاحبة العدد الأكبر من المنصات الالكترونية آخذا في الاعتبار أهمية التكامل بين الاصدارات الورقية والمنصات الالكترونية وزار رئيس مجلس ادارة الأهرام بزيارات لهذه المنصات كان آخرها زيارة بوابة الأهرام الرياضي قبل أيام.
 
سادسا، إهتم عبدالمحسن سلامة بالدور التعليمي للمؤسسة من خلال جامعة الأهرام الكندية ووضع تصور لكيفية تصدرها لتصبح الجامعة رقم واحد بين الجامعات الخاصة وذلك بالتزامن مع بدء الدراسات العليا بها، وهي خطة طموحة يدعمها التقارب الكبير بين المؤسسة الأم والجامعة التابعة لها في الوقت الحالي.
 
 
وأخيرا فإن كل ما سبق ومعه أشياء أخري لا تتسع المساحة لذكرها هنا تؤكد أن مرحلة جديدة من التطوير تتم داخل المؤسسة الرائدة وبأيدي أبنائها، وأن الأهرام الكبيرة بدأت تعود بالفعل لتثبت مجددا أنها تمرض ولا تموت وأن أبنائها قادرون دائما علي الفعل والتميز.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز