عاجل
الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اشياء لايعرفها جيل الأيباد " التلفزيون زمان "

اشياء لايعرفها جيل الأيباد " التلفزيون زمان "

بقلم : اسلام ابو المجد
كثيرا ما تتردد هذه العبارة عندما يقوم احد الاشخاص بنشر صور او مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى لإنماط الحياة فى مصر ابان عهد الخمسينيات مرورا بمطلع الالفية الثانية , سواء فى العمل او الدراسة  او شكل الميادين والشوارع  وقتها .
 
 
 
ودعونى ابدأ معكم الحديث  عن جيل التسعينيات  بما اننى من مواليد عام 1988 وعايشت تلك الفترة , هذا الجيل  لم يعرف  القنوات الفضائية المفتوحة  إلا مؤخرا ,  فلم نكن نتابع سوى قناتين " الاولى والثانية , وان كنت من مواليد الاسكندرية " كحالتى "   فأنت على موعد بميزة اضافية وهى التمتع  بمشاهدة القناة الخامسة ولكن بعد ان تبذل عناء ضبط " الاشارة ".
 
 
 
الاعمال الدرامية  كان اغلبها هادف وممتع فى ذات الوقت , لا استطيع ان انسى تتر العمل الدرامى الجميل  للمخرج الرائع احمد بدر الدين " سر الارض "  والذى كان موجها للفلاحين والعاملين فى الاراضى الزراعية , واعلانات الفنانة القديرة كريمة مختار عن حملات تنظيم الاسرة ,وبرنامج العلم والايمان للراحل  الدكتور مصطفى محمود والذى كان بمثابة نافذة تكشف لنا اسرارا وحقائق كونية تثبت عظمة القران الكريم فى الحديث عن هذه الظواهر منذ الاف السنين .
 
 
 
برامج التلفزيون فى عهدنا لم تكن محطة للصراع السياسى والتلاسن والقاء التهم بالخيانة والعمالة وغيرها ,كما نشهد الان فى برامج التوك شوز التى  ترى ان قوامها الاساسى معتمد على " الاثارة والهجوم دون طرح الحلول " , ولنا فى برامج حديث المدينة وحكاوى القهاوى واخترنا لك وغيرها  القدوة والمثل .
 
 
 
الأسطورة  فى هذه الفترة كان  الفنان محمود عبد العزيز  بطل العمل الدرامى الوطنى "رأفت الهجان "  الذى تم انناجه عام 1987 , والفنان عادل امام فى مسلسل  "دموع فى عيون واقحة "    والفنان الراحل نور الشريف فى " مسلسل الثعلب " , وغيرهم من الاعمال الفنية التى كانت تمثل قيمة وقدوة لهذا الجيل , فى وقت اصبح فيه الاسطورة تاجرا للسلاح , وبدلا من ان نرى اعمالا درامية تغرس فينا حب الوطن وعدم الاستسلام , اصبحنا امام  افلام ومسلسلات تمنحنا مزيدا من الطاقات السلبية .
 
 
 
من احد اهم مميزات شهر رمضان الكريم من وجهة نظرى فى هذه الفترة وكانت دائما متجددة فى التلفزيون  هى" الاعلانات " , نعم الاعلانات ! التى لم تكن عبء على المشاهد بل العكس كنا ننتظرها بين كل مسلسل واخر لجمالها وروعة تقديمها وتماشيها مع الذوق العام , والاهم من كل هذا مراعتها للظروف الاقتصادية والاجتماعية  , اتذكر وقتها اعلانات " عبد الرحيم عمرو اختلف الامر _ رايب يا حليب يا مربرب _ كوفرتينا فى الصباحية تبقى الجوازة هنية _ شيكولاته بم بم – شاى البراد الازرق  وغيرهم ."
 
 
 
اما الان فلاعجب ان نرى اعلانا عن مشروب  يتم تصويره فى مرحاض رجالى مصحوبا بعبارة " استرجل " وكأن  من يتناوله قد تم منحه صك الرجولة , او اعلان اخر يخالف القواعد المهنية والطبية فى استغلال الاطفال  بشكل سئ للترويج " لحليب " ، وثالث لايري غضاضة في ان يأتي بثلاثة شباب في العقد الثالث من عمرهم للترويج عن مشروع اسكاني عبارة عن ثلاث فيلات بثلاث حدائق ضاربا عرض الحائط اوضاع الشباب المادية المتردية ونسبة البطالة المتفاقمة ، وهو مشهد يشير دون ادني شك الي ضعف الرؤية وربما الإحساس عند بعض من ينتجون هذه الاعمال 
 
 
 
لك ان تتخيل عزيزى القارئ ان  المنتج محمد السبكى المثير للجدل بأعماله الحالية كان ضيفا خفيفا  فى التلفزيون ولكن  بلحومه وليس افلامه , فقد كانت اعلانات " بروتين السبكى " على التلفزيون المصرى ليل نهار , لكنها لم تكن تلقى الغضاضة  التى يشعر بها البعض بعد مشاهدة افلام هذا المنتج .
 
 
 
فى التلفزيون المصرى كان للاطفال نصيب لا بأس به من الاعمال الفنية والبرامج والتى اثرت  فى حياتنا ,وشكلت  وجداننا وغرست فى قلوبنا معانى حب الوطن والتضحية والايمان  , اتذكر  وقتها السندباد البحرى للإعلامية القديرة سامية الاتربى , وبرنامج سينما الاطفال وعروستى   وكتاكيت وشخصية كرنبة التى كان ينتظرها اغلب اطفال جيلى وغيرها وغيرها من المتع الدرامية التى لاتنتهى , علاوة على نشرة اخبار الاطفال التى كان يقدمها التلفزيون  الذى خلت خريطته طوال الخمسة عشر عاما الماضية وحتى الان من برامج الاطفال بشكل ملحوظ .
 
 
 
لا ادعو فى مقالى هذا الى عدم مواكبة التطور المتلاحق فى تكنولوجيا العصر ولن انصب نفسى ناقدا فنيا لما يٌقدم الان من اعمال فنية ودرامية واعلانية , وانما اردت فقط ان اذكركم واذكر نفسى ان التكنولوجيا لا تتعارض ابدا مع القيم والاعراف والتقاليد .
 
 
 
ولن ادافع ايضا عن كل برامج التلفزيون فى هذه الفترة , فقد كانت بعض البرامج تتسم بالسطحية , والموالاة للسلطة الحاكمة وربما تبنى رأيا وحيدا دون عرض بقية الاراء , الا ان الخط العام كان محافظا  ويسعي لان يكون مهنيا او على الاقل مقبولا من مختلف شرائح المجتمع .
 
ما رأيكم فى ان نتبنى حملة على جميع القنوات المصرية الحكومية والخاصة  لتخصيص ساعة يوميا لعرض تراثنا الفنى القديم او اعادة انتاج بعض الاعمال الفنية  القديمة التى تم انتجاها بامكانيات متواضعة  كى تتواكب مع العصر الحالى من حيث جودة الصوت والصورة .
 
 
 
ما المانع فى ان تتبنى القنوات الفضائية مشروعا قوميا خاص بالاطفال  وان تخصص فترة  صباحية لبرنامج او اثنين لهم تمهيدا لإطلاق قناة فضائية للاطفال  , وهنا لابد ان نتوجه بالشكر لقناة النهار على برنامجها الصباحى "ولاد وبنات " فى وقت عزفت فيه معظم القنوات الخاصة عن تقديم اى برنامج  للاطفال , وترك هذا الجيل فريسة لقنوات غير مصرية تعرض ما لايتناسب مع العرف والتقاليد  .
 
وفى النهاية " من فات قديمه تاه "



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز