عاجل
الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
الإعلام الإيجابى.. ومسيرة التصحيح

الإعلام الإيجابى.. ومسيرة التصحيح

بقلم : اسلام ابو المجد

الواحدة بعد منتصف الليل قبل شهرين من الآن ، تلقيت اتصالا من  الاستاذ سمير عمر مدير مكتب فضائية سكاي نيوز عربية  فى القاهرة ، ليخبرنى بأن بعض الزملاء العاملين في الحقل الاعلامي يسعون الى إطلاق مبادرة  لنشر مفاهيم الإعلام الصحيحة بعيدا عن التطبيل والتهويل والتهوين ، ويدعونى الى المشاركة معهم ، انتهت المكالمة ، وفي اليوم الثاني التقينا بصبحة مجموعة من الزملاء الافاضل من وسائل اعلام محلية ودولية وصحف وقنوات واذاعات ، تختلف اعمارُنا وتوجهاتنا ، وسياسة المحطات التي نعمل بها لكن حبنا للوطن اولا والمهنة ثانية هو ماجمعنا نحو هدف واحد " السعى كل السعى نحو اصلاح منظومة الإعلام ووضع ضمانات حقيقة لما يجب ان يخرج الي المتلقي دون تزييف،  بعد ان وظفت  الانظمة  السابقة البائدة كتيبة كاملة شوهت الإعلام المصري وساعدت علي نشر الجهل والسطحية وتسليط الضوء على التفاهات والخرافات"   . 

فى البداية لبى  ما يقرب من تسعة عشر زميلا وزميلة الدعوة ، لنبدأ جميعا في جلسات عمل مطولة لبحث السبل اللازمة لترجمة ما نطمح اليه حتى توصلنا الي ضرورة انشاء حركة ضغط اطلقنا عليها " حركة الإعلام الإيجابي " وشعارها"  معا من اجل اعلام افضل " . 




 اوقات طويلة قضتها المجموعة  لوضع آليات التحرك ودراسة التجارب الاعلامية الناجحة في عدد من البلدان والمجتمعات التي يلعب فيها الاعلام دورا فاعلا في نهضة الدولة ،  وهنا بدأت الحركة في ترتيب اوراقها من جديد وتوزيع الادوار بين الجميع  ، وبكل هدوء اعتذر بعض الزملاء عن استكمال المسيرة معنا ربما لظروف شخصية او لعدم توفر الايمان الكافي بما نقوم به،  فلم نشعر باليأس ، بل بالعكس زادا الامر اصرارا على  استكمال طريقنا نحو هدفنا المنشود. 

وهنا دعوني ان اقتبس بعض الجمل من البيان التأسيسى ، حتى اخبركم من نحن؟  وماذا نريد ؟ 
نحن  ايها السادة القائمين على هذه المبادرة من العاملين فى مجال الصحافة والإعلام بأجنحته المختلفة من صحف وإذاعات وتليفزيونات ومواقع إلكترونية، ويشاركنا جميع  الزميلات والزملاء العاملين فى المجال الإعلامى الذين ندعوهم  للإلتزام بما سنلزم به أنفسنا من قيم وسلوكيات تتفق وقواعد المهنية، وايضا  الدولة ومؤسساتها التى نتابع أخبارها وننحاز لها إن أصابت ونلقى الضوء على سلبياتها إن أخطأت من منطلق وطنى وقومى، والمجتمع الذى يستقبل  الخدمة الصحفية والإعلامية فيتأثر بها ويتفاعل معها أو ضدها. 

اما ما نريده  فهو إعلام  يلبي احتياجات المجتمع المختلفة بضمان تغطيات مهنية تبرز القيم الإيجابية ونقاط الضوء القادرة على إعطاء صورة متكاملة عما يدور داخل البلد بلا تحيز،  إعلام ضد الإرهاب و التمييز والعنصرية  والطائفية، إعلام ضد التخوين والتشويه وانتهاك الخصوصية والابتزاز ، إعلام ضد الابتذال والإسفاف ، إعلام ضد سيطرة رؤوس الأموال وتحكم الإعلانات فى الخدمة الإعلامية ، إعلام يدافع عن القيم العليا وينحاز للناس والمجتمع والحق فى المعرفة ،  إعلام يري الأمور بعينين مفتوحتين دون تهوين أو تهويل ، ويبث طاقات إيجابية فى نفوس الجمهور المتلقي تمنحه قدرة على التفاؤل والعمل بإيجابية تجعله يري حلا لكل مشكلة لا مشكلة فى أى حل. 

 ولأن المواطن  المصري اصبح محاصراً بالإعلام المرئي والمسموع والمكتوب علاوة علي مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعى ، كان لزاما علينا ان نبحث له  عن مصدر ينقل  الحقيقة بكافة جوانبها ، وان يكون اعلامنا منصة لنشر القيم والاخلاق وغرس المفاهيم الوطنية لا منصة لنشر الفرقة وتعميق الانقسام بين طوائف الشعب المختلفة ، ولا شك اننا نؤمن ان إصلاح الاعلام يحتاج الي عملية جراحية معقدة تتطلب تكاتف الجميع ، فالحركة ليست مقتصرة على  المؤسسين فحسب  ، بل ان نجاحها في تحقيق اهدافها يتوقف علي مشاركة ودعم كل من آمن بأهدافها .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز