عاجل
الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إنتخبوا زوجة مولانا

إنتخبوا زوجة مولانا

بقلم : اسلام ابو المجد

ليس عجبا ان يستبدل حزب النور السلفى  فى دعايته الانتخابية صور مرشحاته اللاتى سيخوضون الاستحقاق التشريعى المرتقب  بصورة " وردة " على سبيل المثال ,فصوت وصورة ووجه وكف واسم المرأة عورة من وجهة نظر "مولانا الشيخ"  الذى يؤمر فيطاع , خاصة و ان كان برهامينا نسبة "لياسر برهامى " او حوينيا نسبة لابو اسحاق الحوينى  او يعقوبيا  وحسانيا وبكاريا.



 
مشهد  اخر يثير بلا  ادنى شك حالة من السخرية وهى الصورة التى انتشرت وبقوة على مواقع التواصل الاجتماعى لزوج احدى المرشحات وقد وُضعت صورته فى الدعاية  الانتخابية الخاصة بالمرشحة  بدلا منها , فمولانا الشيخ  كما هو قيم على زوجته فى البيت فلابد ان يكون  قيما عليها  فى الحزب وفى البرلمان .
 
ماذا لو اصبحت زوجة مولانا " بعد الشر " نائبة عن الشعب فى البرلمان , كيف ستتواصل مع ابناء دائرتها ؟ وهل سيسمح لها مولانا بالنزول من المنزل اصلا؟  حتى وان كان مولانا "مودرن وبحبوح"  فهل سيتركها تذهب بمفردها دون "محِرم " الى البرلمان ؟  هل سيكون بإمكان النائبة زوجة مولانا ان تقدم طلب احاطة فى مجلس به رجال ونساء ومسيحيون  وعلمانوين ؟ 
 
اسئلة حسمها الحزب نفسه الذى يدرس الان سبل التغلب على ازمة صور مرشحاته , فالحزب بحسب مصارد إعلامية تابعة له  سيطرح للمرشحات السلفيات خيارين لا ثالث لهما اما ان يضعن رموز مكان اسمهن او ان يضعن صورهن بالنقاب  , وعلى الناخب ان لا يركز كثيرا مع صورة  الاخت  التى ترتدى النقاب حتى لا يقع فى اثم عظيم .
 
منذ ان تأسس حزب النور السلفى بعد ثورة 25 يناير وتحدث باسمه قيادات كانت ومازالت تؤمن ان مفهوم الديمقراطية حرام حرام امثال "عبد المنعم الشحات " ونحن امام ازمة حقيقية بدأت عند استفتاء 9 مارس الذى حمل صبغة دينية طائفية , قل نعم "لك الجنة " قل لا " لك الجحيم  " وبعد ان استطاع  الحزب تحقيق نسبة معقولة فى انتخابات مجلس الشعب المنحل كانت اولى انجازاته رفض اعضائه الوقوف لتحية للعلم الوطنى .
 
للحزب مواقف متناقضة بدء من تحالفه مع جماعة الاخوان المسلمين فى الجمعية التأسيسية الاولى والثانية وحتى الان , فقبيل  حراك  الثلاثين من يونيه رفع الحزب شعار " الشرعية " وعندما دعُى للمشاركة فى بيان الثالث من يوليو  سقطت ورقة " الشرعية " وتخلى الحزب عن حليفه الاخوانى بل واعتبر مولانا الشيخ وغيره من شيوخ الحزب انفسهم مفجرين لثورة 30   يونيه , ولما لما فقد تاجروا من قبل ب25 يناير التى لم يشاركوا فيها من الاساس .
 
بلا ادنك شك نحن امام حزب عقيم  متأسلم فاقد للرؤى لايحترم عادات وتقاليد وارث هذا الشعب العظيم , فأستبدال صورة المرحشة ليس مجالا للسخرية بل هو مدعاة للحسرة لانه يعد انتقاصا  واستخفافا شديدين  من حقوق المرأة التى كفلتها لها كافة الرسالات السماوية , حتى ان المؤتمرات الانتخابية التى عقدها الحزب فى الانتخابات الماضية لم تتواجد فيها المرشحات بدعوى منع الاختلاط , فلاتتعجب عزيزى القارئ عندما تعرف وهذا الامر موثق بالصوت والصورة ان الحزب عندما دعا من قبل الى مؤتمر نسائى كان المتحدثون والحضور فيه من الرجال .
 
للحزب اساليب رخيصة فى دعايته الانتخابية بدء من توفير معارض موسمية للسلع والخدمات والزيت والسكر والملابس وحتى فضيحة علاج السوفالدى وكأن الحزب يرغب فى العودة بنا الى عهد الانظمة السابقة البائدة  التى  كانت تتاجر بألام البسطاء والمحتاجين .
 
لست من الذين يؤمنون ان البرلمان القادم لابد وان يضم شريحة دينية والا فتحنا على انفسنا  ابواب الفتنة والفرقة خاصة وان كانت هذه الفرقة الضالة تتاجر باعظم رسالة سماوية .
 
ليكن هدفنا هو فضح ومنع اعضاء هذا الحزب من الوصول الى مجلس النواب المرتقب الذى سيلعب دورا محوريا فى عمليات المراقبة والتشريع وسن القوانين بعد الغاء مجلس الشورى .
 
ليكن هدفنا هو التوعية بخطورة المسار السياسى لهذا الحزب فقد اثبتت التجربة ان "حزب مولانا الشيخ"  لا يحمل اى رؤية سياسية , فاعضاؤه مهتمون فقط بالامور الشكلية والثانوية التى لاتهم الناس وتؤخر من مسيرة الاصلاح السياسى التى تسير اصلا ببطئ شديد على طريق ملئ بالمطبات .
 
إن فشلنا فى منع وصول اعضاء هذا الحزب,  فنحن بلا ادنى شك سنكون  امام برلمان مخالف للدستور  اى بغرفتين لا غرفة واحدة كما نص , غرفة للرجال واخرى للنساء وبينهما حجاب ويافطة  معلقة على غرفة النساء ومكتوب عليها " ممنوع الاقتراب والتصوير بأمر مولانا الشيخ ".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز